الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى
آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
.
أما بعد :
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم
الاحتفال بمولد
النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء
السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد .
والجواب أن يقال :
لا
يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى
الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛
لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول
صلى الله عليه
وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ
رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم
أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ومتابعة لشرعه
ممن بعدهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما
ليس منه فهو رد "
، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم
عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : (
فليحذر الذين يخالفون عن
أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب
أليم ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال
سبحانه : ( لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم
الآخر وذكر الله
كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( والسابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا
عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز
العظيم )
( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( سورة
المائدة : 3 ) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وإحداث
مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة
، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ،
حتى
جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ،
زاعمين : أن ذلك
مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم
، واعتراض على الله سبحانه ،
وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ،
والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم
عليهم النعمة .
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً
يوصل إلى
الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في
الحديث الصحيح ، عن
عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " ما
بعث الله من نبي إلا كان حقاً
عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ،
وينذرهم شر ما يعلمه
لهم " رواه مسلم في صحيحه .
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم
هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم
بلاغاً ونصحاً ، فلو كان
الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه
لبيَّنه
الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله
أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في
شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها
أمته ، كما
تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في
معناهما أحاديث أُُخر ، مثل
قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة
الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب
الله ، وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل
بدعة
ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه .
والآيات والأحاديث في هذا
الباب كثيرة .
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير
منها ؛ عملاً بالأدلة
المذكورة وغيرها .
وخالف بعض
المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات
الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع
الحسنة .
والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله
، وسنة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم .
كما قال الله
عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم
تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( سورة
النساء : 59 ) ، وقال
تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه
إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) .
وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي
الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ،
فوجدنا يأمرنا
باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى
عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا
الاحتفال
مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من
الدين الذي أكمله الله
لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا
ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم فلم نجد فيها
أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله
عنهم ، فعلمنا
بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه
بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم .
وبذلك يتضح لكل من
له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال
بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله
سبحانه
ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها .
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن
الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال
تعالى
عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان
هوداً أو نصارى تلك
أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) (
سورة البقرة : 111 ) ، وقال
تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام :
116 ) .
ثم إن
غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على
منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ،
وشرب
المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما
هو أعظم من ذلك
وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، أو غيره
من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة
به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ،
ونحو ذلك من الأمور
الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم
بمولد النبي
صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء .
وقد صح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو في الدين ،
فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : "
لا
تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ،
فقولوا : عبد الله
ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر
رضي الله عنه .
ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط
ويجتهد ي حضور هذه
الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف
عما أوجب الله عليه من حضور
الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك
رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ،
ولا شك أن ذلك من ضعف
الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من
صنوف الذنوب
والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
ومن ذلك : أن
بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا
يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول
صلى
الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل
بأحد من الناس ،
ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى
يوم القيامة ، وروحه في أعلى
عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما
قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ
16 ) : ( ثم إنكم بعد
ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) .
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ،
وأنا
أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام .
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث
،
كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات
إنما يخرجون من
قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين
علماء المسلمين ليس فيه نزاع
بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه
لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال
وأشباههم من البدع
والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان
وعليه
التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
أما الصلاة والسلام على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ،
ومن الأعمال
الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي
يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه
بها
عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل
صلاة ، بل واجبة
عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل
صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع
كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره
عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة
وليلتها ، كما دلت على
ذلك أحاديث كثيرة .
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه
في دينه والثبات عليه ، وأن
يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر
من البدعة ، إنه جواد كريم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،
وآله وصحبه .
آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
.
أما بعد :
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم
الاحتفال بمولد
النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء
السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد .
والجواب أن يقال :
لا
يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى
الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛
لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول
صلى الله عليه
وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ
رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم
أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ومتابعة لشرعه
ممن بعدهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما
ليس منه فهو رد "
، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ،
وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم
عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : (
فليحذر الذين يخالفون عن
أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب
أليم ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال
سبحانه : ( لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم
الآخر وذكر الله
كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( والسابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا
عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز
العظيم )
( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( سورة
المائدة : 3 ) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وإحداث
مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة
، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ،
حتى
جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ،
زاعمين : أن ذلك
مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم
، واعتراض على الله سبحانه ،
وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ،
والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم
عليهم النعمة .
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً
يوصل إلى
الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في
الحديث الصحيح ، عن
عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " ما
بعث الله من نبي إلا كان حقاً
عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ،
وينذرهم شر ما يعلمه
لهم " رواه مسلم في صحيحه .
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم
هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم
بلاغاً ونصحاً ، فلو كان
الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه
لبيَّنه
الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله
أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في
شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها
أمته ، كما
تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في
معناهما أحاديث أُُخر ، مثل
قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة
الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب
الله ، وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل
بدعة
ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه .
والآيات والأحاديث في هذا
الباب كثيرة .
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير
منها ؛ عملاً بالأدلة
المذكورة وغيرها .
وخالف بعض
المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات
الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع
الحسنة .
والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله
، وسنة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم .
كما قال الله
عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم
تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( سورة
النساء : 59 ) ، وقال
تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه
إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) .
وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي
الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ،
فوجدنا يأمرنا
باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى
عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا
الاحتفال
مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من
الدين الذي أكمله الله
لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا
ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم فلم نجد فيها
أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله
عنهم ، فعلمنا
بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه
بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم .
وبذلك يتضح لكل من
له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال
بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله
سبحانه
ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها .
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن
الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال
تعالى
عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان
هوداً أو نصارى تلك
أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) (
سورة البقرة : 111 ) ، وقال
تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام :
116 ) .
ثم إن
غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على
منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ،
وشرب
المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما
هو أعظم من ذلك
وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، أو غيره
من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة
به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ،
ونحو ذلك من الأمور
الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم
بمولد النبي
صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء .
وقد صح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو في الدين ،
فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : "
لا
تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ،
فقولوا : عبد الله
ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر
رضي الله عنه .
ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط
ويجتهد ي حضور هذه
الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف
عما أوجب الله عليه من حضور
الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك
رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ،
ولا شك أن ذلك من ضعف
الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من
صنوف الذنوب
والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
ومن ذلك : أن
بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا
يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول
صلى
الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل
بأحد من الناس ،
ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى
يوم القيامة ، وروحه في أعلى
عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما
قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ
16 ) : ( ثم إنكم بعد
ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) .
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ،
وأنا
أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام .
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث
،
كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات
إنما يخرجون من
قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين
علماء المسلمين ليس فيه نزاع
بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه
لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال
وأشباههم من البدع
والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان
وعليه
التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
أما الصلاة والسلام على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ،
ومن الأعمال
الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي
يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه
بها
عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل
صلاة ، بل واجبة
عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل
صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع
كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره
عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة
وليلتها ، كما دلت على
ذلك أحاديث كثيرة .
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه
في دينه والثبات عليه ، وأن
يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر
من البدعة ، إنه جواد كريم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،
وآله وصحبه .
22/4/2010, 8:47 am من طرف adlan
» الجعلييين الاسم والمكان
20/4/2010, 8:54 am من طرف adlan
» اغنية خمسة قرون
20/4/2010, 8:52 am من طرف adlan
» مجموعة اشباح الطريق في netlog
19/4/2010, 2:13 pm من طرف adlan
» مشاهدة فيلم Bolt مدبلج مباشرة بدون تحميل جرافيك كوميدي خيالي .. افلام كارتون جرافيك مدبلجة
8/4/2010, 5:20 am من طرف adlan
» لعبة طائرات حربية F-16 Multirole Fighter
24/3/2010, 10:35 am من طرف adlan
» حكم الاحتفال بالمولد النبوي "للشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
24/3/2010, 10:21 am من طرف adlan
» الترحيب هنا
24/3/2010, 10:12 am من طرف adlan
» تحميل لعبة سونك الجديد
20/3/2010, 6:14 pm من طرف adlan